يشير
مصطلح الصهيونية إلى الحركة القومية الهادفة إلى بناء وطن لليهود في
فلسطين. تعود جذورها إلى تيودور هرتزل، الصحفي النمساوي الهنغاري الثري،
الذي طرح الفكرة خلال المؤتمر الصهيوني العالمي في بازل، سويسرا. في
البداية دفعت الحركة الصهيونية باليهود الأثرياء إلى شراء الأرض في فلسطين
من كبار الملاكين العرب المتغيبين (مما كان يؤدي غالبا إلى طرد المستأجرين
الفلسطينيين الموجودين عليها)، وتقديمها للمستوطنين اليهود، الذين كانوا
يشكلون تعاونيات ويزرعون الأرض.
كانت
الصهيونية هي الإجابة التي قدمها هرتزل لـ ’المسألة اليهودية‘ القديمة،
والمتعلقة بتحرر الشعب اليهودي من التمييز المعادي للسامية ورفعهم إلى
مستوى مساوي لباقي الشعوب. لقد شهد القرن التاسع عشر اعتداءات معادية
للسامية خطيرة عبر كل أوروبا، وخاصة في روسيا القيصرية، حيث تعرض العديد
من اليهود للقتل في مذابح منظمة. لكن الصهيونية كانت إجابة بورجوازية
للمسألة، تبحث عن الخلاص من خلال عزل الشعب اليهودي عن نضالات الشعوب
الأخرى من أجل التحرر من الاستغلال والعبودية الرأسمالية.
لم تتمكن الصهيونية، خلال السنوات الأولى، أن تستقطب سوى
القليل من الاهتمام بين صفوف اليهود الأوروبيين، الأغنياء والفقراء،
البورجوازيين والبروليتاريين. لم يكن لدى أجدادي، الذين ينحدرون من صفوف
البورجوازية الصغرى الألمانية، إلا اهتماما ضئيلا بتلك الدعاية، وفضلوا
إنجلترا على صحراء فلسطين القاسية (بالرغم من أن العديد من ذريتهم انتهى
بهم المطاف في إسرائيل، بعد المحرقة). بالنسبة للبروليتاريا في ألمانيا
وأوربا الشرقية، كان النضال الطبقي على نهج حزب البوند والحزب البلشفي،
أكثر إثارة للاهتمام من النزعة الانعزالية الصهيونية. ومع هذا استمرت
موجات صغيرة من اليهود، ذوي الأصول الأوروبية في الأغلب، في دخول فلسطين
طيلة بدايات القرن العشرين: خلال سنة 1914، كان 60.000 يهودي (7% من
الساكنة الإجمالية) يعتبرون فلسطين وطنا لهم ومع سنة 1941، ارتفع هذا
الرقم إلى أقل بقليل من 475.000 (30% من الساكنة الإجمالية)
مصطلح الصهيونية إلى الحركة القومية الهادفة إلى بناء وطن لليهود في
فلسطين. تعود جذورها إلى تيودور هرتزل، الصحفي النمساوي الهنغاري الثري،
الذي طرح الفكرة خلال المؤتمر الصهيوني العالمي في بازل، سويسرا. في
البداية دفعت الحركة الصهيونية باليهود الأثرياء إلى شراء الأرض في فلسطين
من كبار الملاكين العرب المتغيبين (مما كان يؤدي غالبا إلى طرد المستأجرين
الفلسطينيين الموجودين عليها)، وتقديمها للمستوطنين اليهود، الذين كانوا
يشكلون تعاونيات ويزرعون الأرض.
كانت
الصهيونية هي الإجابة التي قدمها هرتزل لـ ’المسألة اليهودية‘ القديمة،
والمتعلقة بتحرر الشعب اليهودي من التمييز المعادي للسامية ورفعهم إلى
مستوى مساوي لباقي الشعوب. لقد شهد القرن التاسع عشر اعتداءات معادية
للسامية خطيرة عبر كل أوروبا، وخاصة في روسيا القيصرية، حيث تعرض العديد
من اليهود للقتل في مذابح منظمة. لكن الصهيونية كانت إجابة بورجوازية
للمسألة، تبحث عن الخلاص من خلال عزل الشعب اليهودي عن نضالات الشعوب
الأخرى من أجل التحرر من الاستغلال والعبودية الرأسمالية.
|
تيودور هرتزل |
لم تتمكن الصهيونية، خلال السنوات الأولى، أن تستقطب سوى
القليل من الاهتمام بين صفوف اليهود الأوروبيين، الأغنياء والفقراء،
البورجوازيين والبروليتاريين. لم يكن لدى أجدادي، الذين ينحدرون من صفوف
البورجوازية الصغرى الألمانية، إلا اهتماما ضئيلا بتلك الدعاية، وفضلوا
إنجلترا على صحراء فلسطين القاسية (بالرغم من أن العديد من ذريتهم انتهى
بهم المطاف في إسرائيل، بعد المحرقة). بالنسبة للبروليتاريا في ألمانيا
وأوربا الشرقية، كان النضال الطبقي على نهج حزب البوند والحزب البلشفي،
أكثر إثارة للاهتمام من النزعة الانعزالية الصهيونية. ومع هذا استمرت
موجات صغيرة من اليهود، ذوي الأصول الأوروبية في الأغلب، في دخول فلسطين
طيلة بدايات القرن العشرين: خلال سنة 1914، كان 60.000 يهودي (7% من
الساكنة الإجمالية) يعتبرون فلسطين وطنا لهم ومع سنة 1941، ارتفع هذا
الرقم إلى أقل بقليل من 475.000 (30% من الساكنة الإجمالية)